في خطوة مفاجئة تعكس تدهور العلاقات الثنائية، أعلنت حكومتا الجزائر ومالي، يوم الإثنين ، إغلاق مجالهما الجوي أمام الرحلات القادمة والمغادرة من وإلى أراضي كل منهما، في تصعيد دبلوماسي جديد يُضاف إلى سلسلة من التوترات الأمنية والسياسية التي خيمت على المنطقة خلال الأشهر الأخيرة.
وبدأت الأزمة تتصاعد منذ إعلان وزارة الدفاع الجزائرية عن إسقاط طائرة مسيّرة مسلحة اخترقت المجال الجوي للبلاد قرب مدينة “تين زاوتين” الحدودية. وأكدت الجزائر أن الطائرة المعادية جاءت من جهة الأراضي المالية، ما اعتبرته “انتهاكاً صارخاً لسيادتها”. في المقابل، نفت السلطات المالية الاتهامات، مشيرة إلى أن الطائرة سقطت داخل أراضيها، وتحديداً على بعد نحو 9.5 كيلومترات جنوب الحدود، ما يضع الرواية الجزائرية محل تشكيك من جانب باماكو.
ردود الأفعال السياسية لم تتأخر، إذ سارعت مالي إلى استدعاء سفيرها من الجزائر للتشاور، في خطوة تلتها الجزائر بسحب سفيرها من باماكو، لتتوالى بعد ذلك ردود فعل مماثلة من حلفاء مالي في منطقة الساحل، وهم النيجر وبوركينا فاسو. وقد أدت هذه التوترات إلى تجميد قنوات الاتصال الدبلوماسي، وعرقلة أي جهود سابقة لإعادة إحياء الوساطات بين الجانبين، خصوصاً أن الجزائر لعبت دوراً محورياً في اتفاقيات السلام السابقة التي وُقعت في العاصمة الجزائرية بين الحكومة المالية والجماعات المتمردة.